الاثنين، 2 يوليو 2018

أوزات ميدوم و السيمترية

أوزات ميدوم و السيمترية



من أجمل مقتنيات المتحف المصرى بالقاهرة " لوحة أوزات ميدوم " و هى جزء من جدارمقبرة ( نفر – ماعت) (ابن الملك سنفرو و أخو الملك خوفو) بميدوم و تعود الى عصر الأسرة الرابعة من الدولة القديمة .

و أهم ما يميز تلك القطعة الفنية الجميلة " السيمترية "
و هى أحد أهم سمات الفن المصرى القديم 
كانت السيمترية هى القانون الفنى الغالب على معظم القطع الفنية من نحت أو تصوير، فنرى الفنان المصرى القديم يقوم فى أغلب الأحيان بتصوير نسختين معكوستين متقابلتين من نفس الشئ و كأنهما صورة مرآه معكوسة

و كانت السيمترية المهيمنة على الفن المصرى القديم هى التطبيق الفنى لأحد النظريات الحديثة فى علم الفيزياء و هى نظرية ال (Super Partner Theory) التى تفترض وجود نسخة من كل شئ مادى موجود  فى الكون

نلاحظ هيمنة السيمترية على لوحة أوزات ميدوم , فنرى الفنان المصرى القديم قسم ال 6 أوزرات الى مجموعتين رئيسيتين حيث تولى ثلاث أوزات وجهها ناحية اليمين ، و تولى الثلاث الأخرى وجهها ناحية اليسار . 


و داخل التقسيم العام يوجد تقسيم آخر ، حيث نجد القسم الأيمن من الصورة و الذى تتجه أوزاته شطر اليمين مقسم الى أوزتين ترفعان رأسيهما ، فى حين تخفض الأوزة الأخيرة رأسها لتلتقط الطعام من الأرض . 


و نجد أن الأوزتان اللتان تلتقطان الطعام من الأرض فى أقصى اليمين و أقصى اليسار تشبهان الى حد كبير شكل قوسين أراد الفنان أن يغلقهما على المشهد و كأن الأربع أوزات فى المنتصف عبارة عن جملة داخل قوسين .
و الاتجاه المعاكس الذى تنظر اليه كل ثلاث أوزات يوحى بأن كل مجموعة فى طريقها الى الانفصال عن المجموعة الأخرى حتما برغم التشابه الشديد بينهما . 




فالمجموعة التى تنظر و تسير ناحية اليمين لا يمكن أن تقابل المجموعة الأخرى التى تنظر و تسير ناحية اليسار فاللقاء بينهما مستحيل .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق